للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: البهَّاتون المُتعمِّدون لخلاف ما يعلمون (١).

وقيل: الجُهَّالُ الظَّالمون القائلون خلافَ الحقِّ.

وقيل: المُجاهرون التَّاركون النَّظرَ في العواقب.

وقيل: الجُهَّالُ بمصالح الأمور، الخِفافُ العقول والآراء.

وحاصلُ تفسير السَّفَه (٢) في صفة المنافق على مجموع اللُّغات وأقاويل الطَّبقات: أنه ظاهرُ الجهل، عَديمُ العقل، خفيفُ اللُّبِّ، ضعيفُ الرَّأي، رديءُ الفَهْم، مُمالُ الغَيِّ، مُستَخَفُّ القَدْرَ، سريعُ الذنب، حقيرُ النَّفس، مَخدُوعُ الشيطان، أسيرُ الطُّغيان، دائمُ العِصيان، مُلازمُ الكفران، لا يبالي بما كان.

وفي قولهم هذا شيئان اثنان: تأييسُهم (٣) عن إيمانهم، وتسفيهُ مَن آمَن من إخوانهم.

وهذا الاستفهام في أول الكلام للاستعجاب والاستعظام، تراءى لهم أنهم هم الأَلِبَّاء (٤)، وأنَّ غيرَهم السُّفهاء (٥)، وهذا من تسويلِ النفس وتزيينِ الشيطان، ومنه ضلالاتُ أهل الهوى والطُّغيان، فقال (٦) اللَّه تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ}.

وهذا أكرمُ رُتبةً وأعزُّ رِفعةً للمؤمنين المخلِصين إذ حمَاهم ورعاهم، ورَدَّ (٧)


(١) في (ف): "يعملون".
(٢) في (أ): "السفيه".
(٣) في (ر): "تأبيتهم".
(٤) في (أ): "أنهم الأولياء"، وفي (ف): "أنهم ألباء".
(٥) في (ر): "هم السفهاء".
(٦) في (ر) و (ف): "قال".
(٧) في (أ): "أي ورد".