للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

على مَن عاداهم، وبالسُّوء رماهم، فقال بأبلغ ما يُبدأ به الكلام: {أَلَا}، وبأَوْكَد ما يُؤسَّس به النظام: (إنَّ)، وبأحسن ما يُتبع به البدء بالختام (١): (هم (٢) هم السفهاء)؛ أي (٣): لا هؤلاء؛ لأنهم بإيمانهم وإخلاصهم من السَّفَهِ هربوا، وفي العلم والحقِّ رغِبوا، وهم العلماء على الحقيقة، والمستقيمون على الطريقة.

وقوله تعالى: {وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}؛ أي: لا يعلمون أنهم هم السُّفهاء.

وقيل: أي: لا يعلمون علمًا يُميِّزون به بين الحقِّ والباطل.

وقيل: أي: لا يعلمون عاقبةَ صنيعهم.

وقيل: أي: لا ينتفعون بعلمهم، لا أنهم يُعذَرون بجهلهم.

ثم (٤) من لطائف الآية: أن الذين قالوا لهودٍ النبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام: {إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ} [الأعراف: ٦٦] أجابَهم هو بنفسه، فقال: {يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ} [الأعراف: ٦٧]، واللَّه تعالى تولَّى جوابَ المؤمنين، وأثبتَ السَّفَهَ للقائلين، فقال: {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ}.

* * *

(١٤) - {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ}.

وقوله تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا}: {لَقُوا}؛ أي: عايَنوا، واللِّقاء:


(١) في (ر): "والختام".
(٢) "هم" ليس في (ر) و (ف).
(٣) "أي": ليست في (أ).
(٤) في (ف): "و".