للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا}؛ أي: عِلمًا من عِلْمنا لم نعلِّمه غيرَه، وهو دليل على نبوته، وكذلك قوله: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي}.

وقيل: العلم اللدُنيُّ: ما حصل للعبد من طريق الإلهام.

وقال الإمام القشيري رحمه اللَّه: هو ما لا يجد صاحبه سبيلًا إلى جَحْده ولا دليلًا على صحته (١).

وقال الضحاك: لمَّا رجعا وأتَيَا تلك الصخرةَ التي جلسا عندها، فإذا البحر فيه الحوت، فرجع الحوت مُدْبِرًا في البحر، ثم أقبل ثم انطلق، فاتَّبعه موسى، فلما تحرك في الماء صار له حجرًا وتبعه (٢) موسى حتى انتهى إلى العبد الصالح.

وفي حديث ابن عباس رضي اللَّه عنهما: فإذا رجل على شاطئ البحر ملتفٌّ بكساء (٣).

وفي حديث أبي العالية: وجده قائمًا في جزيرة من جزائره (٤).

وقال الكلبي: وجده قائمًا يصلِّي.

وفي حديث عثمان بن أبي سليمان: "رآه على طِنْفِسةٍ خضراءَ على وجه الماء" (٥).


(١) انظر: "لطائف الإشارات" (٢/ ٤٠٨).
(٢) في (ف): "ومعه".
(٣) ورد بنحوه في الصحيحين، ولفظه: "فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ، إِذَا رَجُلٌ مُسَجًّى بِثَوْبٍ" أو قريب من هذا، وانظر التعليق الآتي.
(٤) رواه عبد بن حميد كما في "الفتح" (٨/ ٤١٧)، قال الحافظ: (ولعبد بن حميد من طريق أبي العالية: فوجده نائمًا في جزيرة من جزائر البحر ملتفًّا بكساء).
(٥) قطعة من رواية البخاري (٤٧٢٦) من طريق ابن جريج، عن يعلى بن مسلم وعمرو بن دينار، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس، عن أبيٍّ، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وفيه: "فرجَعَا فوجَدا خَضِرًا -قال لي عثمان بنُ أبي =