للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفي حديث أبي مالكٍ: وجده قائمًا يصلِّي في مِدْرعةِ صوفٍ وكساءٍ، يصلِّي عند (١) الصخرة، وإذا العشبُ قد نبت وغطَّى قدميه، وسمي الخضر لذلك؛ لأنَّه حيث كان (٢) تَنبت الخضرة (٣).

وقال وهبٌ: قال موسى: يا ربّ، هل آتيتَ عبدًا من عبادك من العلم (٤) ما لم تؤتِني؟ فأوحَى اللَّه إليه: نعم هو (٥) عبدٌ من عبيدي يقال له: إيليا، يعبدني في جزيرةٍ من جزائر البحر -قد سماها له- قال: يا ربّ، فأْذَنْ (٦) لي في لُقيِّه، فأَذِنَ له، وذلك في زمان التِّيه، فانطلق مع يوشع حتى انتهى إلى البحر، ووكَّلَ اللَّه تعالى حوتًا من حيتان البحر يدلُّهما على مكانه، فسايرهما في البحر كأنه كوكبٌ درِّي، وأوحى اللَّه إليه: إنك (٧) إذا فقدتَ الحوت فإن صاحبك حيث يتغيَّب عنك الحوت. .، وذكر القصة إلى أن قال: فدخلا في السَّرب حتى انتهيا إلى موضع الخضر، فإذا هو في روضة خضراء عليه


= سليمانَ- على طِنْفِسَةٍ خضراءَ، على كَبِد البحر". قال الحافظ في "الفتح" (٨/ ٤١٧): (القائل هو ابن جريج، وعثمان هو ابن أبي سليمان بن جبير بن مطعم، وهو ممن أخذ هذا الحديث عن سعيد بن جبير. وروى عبد بن حميد من طريق ابن المبارك عن ابن جريج عن عثمان بن أبي سليمان قال: رأى موسى الخضر على طنفسة خضراء على وجه الماء، انتهى. والطنفسة: فرش صغير).
(١) في (ف): "على".
(٢) في (ف): "قام".
(٣) لم أجده، وروى البخاري (٣٤٠٢)، والترمذي (٣١٥١)، من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنَّما سمِّيَ الخَضِرُ خَضِرًا لأنَّه جلسَ على فروةٍ بيضاءَ فاهتزَّتْ تحتَه خضراء".
(٤) "من العلم" ليس من (أ).
(٥) "نعم هو" ليس من (ف).
(٦) في (ف): "تأذن".
(٧) في (ف): "أن".