للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فسألا أهلها أن يحملوهما ففعلوا (١)، فلما اطمأنَّا في السفينة ولجَّجت (٢) بأهلها {خَرَقَهَا}؛ أي: الخضرُ.

وكانت لمساكين، وكانوا عشرةَ إخوةٍ زَمْنَى لم يكن لهم معيشةٌ غيرها، وكانت مأواهم ورثوها من أبيهم (٣)، وكان خمسةٌ منهم يعملون فيها وخمسةٌ لا يطيقون العمل، فأما العمالُ منهم فكان أحدهم مجذومًا، والثاني أعورَ، والثالث أعرجَ، والرابع آدَرَ، والخامس محمومًا الدهرَ كلَّه وهو أصغرُهم، والخمسة التي لا يطيقون العمل مُقعَدٌ وأعمى وأصمُّ وأخرسُ ومجنونٌ، وكان البحر الذي يعملون فيه (٤) ما بين بحر فارسَ والروم (٥)، وكان جُلَنْدى ملكًا يأخذ كلَّ سفينة غصبًا.

وقوله تعالى: {قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا}: قرأ حمزة والكسائي: {لِيَغرَقَ} بياء التذكير والمغايَبة و {أهلُها} بالرفع إضافةً للفعل إليهم، وقرأ الباقون: {لِتُغْرِقَ} بضم التاء التي هي للخطاب {أَهْلَهَا} بالنصب إضافة الفعل إلى الخضر (٦).

وقوله تعالى: {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا}: قال مجاهد وقتادة: منكرًا.

وقال أبو عبيدة: أي: داهية عظيمة، وأنشد:

قد لقي الأقرانُ منِّي (٧) نكرًا... داهيةً دهياءَ إدًّا إمرًا (٨)


(١) في (أ): "فقبلوا".
(٢) في (ف): "وولجت". ولججت السفينة: خاضت اللجة.
(٣) في (أ): "آبائهم".
(٤) في (ف): "الذي فيه السفينة".
(٥) في (أ): "إلى بحر الروم".
(٦) انظر: "السبعة" (ص: ٣٩٥)، و"التيسير" (ص: ١٤٤).
(٧) في (أ): "منه"، وفي (ر) و (ف): "منك". والمثبت من "مجاز القرآن".
(٨) انظر: "مجاز القرآن" (ص: ٣٩٥).