للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٨٢) - {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا}.

وقوله تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ}: وهي القرية المذكورة قبلها، ودل أنها كانت كبيرة {وَكَانَ تَحْتَهُ}؛ أي: تحت الجدار {كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا}.

قيل: اسم الغلامين أصرم وصريم، واسم أبيهما كاشح، وكان صالحًا تقيًّا.

وأما الكنز فقد روي عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "كان لوحًا من ذهب عليه مكتوبٌ: عجبتُ لمن أيقنَ بالموت كيف يفرحُ، وعجبتُ لمن أيقنَ بالقَدَر كيف يحزن، وعجبتُ لمن أيقن بالنار كيف يضحك، وعجبت لمن أيقن بالحساب غدًا كيف يَغفل، وعجبتُ لمن أيقن بالدنيا وتقلُّبِها بأهلها كيف يطمئن إليها، لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه" (١).


= (٦/ ١٨٧) من طريق جعفر بن محمد عن أبيه.
(١) روي مرفوعًا وموقوفًا ومرسلًا:
أما المرفوع: فرواه البزار في "مسنده" (٤٠٦٥)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "الدر المنثور" (٥/ ٤٢١)، من حديث أبي ذر رضي اللَّه عنه. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ٥٣): رواه البزار من طريق بشر بن المنذر عن الحارث بن عبد اللَّه اليحصبي، ولم أعرفهما وبقية رجاله ثقات. وقال ابن كثير عند هذه الآية: بشر بن المنذر هذا يقال له: قاضي المصيصة، قال الحافظ أبو جعفر العقيلي: في حديثه وهم.
ورواه البيهقي في "الزهد" (٥٤٥)، وابن مردويه في "تفسيره" كما في "الدر المنثور" (٥/ ٤٢١)، من حديث علي رضي اللَّه عنه. وفيه جويبر بن سعيد وهو متروك.
وأما الموقوف: فرواه ابن عدي في "الكامل" عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، وفيه كثير بن مروان =