للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

صدرك فيسعُ كلَّ شيء، وأشرح لك فهمك فتَفْقهُ كلَّ شيء، وأفتح لك سمعك فتعي كلَّ شيء، وأكشف لك عن بصرك (١) فينفذُ كلَّ شيء، وأدبِّر في أمورك فتتيقَّن كلَّ شيء، وأحصي لك فلا يفوتك شيء، وأشدُّ لك ظهرك فلا يَهدُّك شيء، وأشدُّ لك قلبك فلا يَهُولك شيء، وأَبسط لك يدك فتَسْطوا فوق كلِّ شيء، وأسدِّد رأيك فتصيبُ في كلِّ شيء، وأسخِّر لك النور والظلمة وأجعلهما جندين من جنودك: النور يهديك من أمامك، والظلمةُ تَحوطك وتحرس عليك الأمم من ورائك.

فانطلق ذو القرنين، فأيَّده اللَّه تعالى بما وعده، فقصد المغرب فلا يمرُّ بأمة إلا دعاهم إلى اللَّه تعالى، فإن أجابوه قَبِل ذلك منهم، وإن لم يجيبوه أغشاهم الظلمةَ فأُلبست (٢) مدائنَهم وبيوتهم، وأغشت أبصارهم، ودخلت أفواههم وآنُفهم وآذانهم وأجوافهم، فيتحيَّرون ويجيبون. .، وذكر بلوغَ الشمس (٣)، على ما نبيِّن في تفسير تلك الآية إن شاء اللَّه تعالى.

وقوله تعالى: {قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا}؛ أي: سأقرأ عليكم منه خبرًا فيه ذكرُ قصته وحاله.

* * *

(٨٤ - ٨٥) - {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (٨٤) فَأَتْبَعَ سَبَبًا}.

وقوله تعالى: {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ}: أي: ملَّكناه الدنيا وأعطيناه إمكان ضبطها.


(١) في (ر) و (ف): "نظرك".
(٢) في (ف): "فلبست".
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (١٥/ ٣٩٠ - ٣٩٨)، وأبو الشيخ في "العظمة" (٤/ ١٤٥١ و ١٤٧٣)، وواضح أنه مما أخذ عن أهل الكتاب.