للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا}: أي: سنأمرُه بما هو يسرٌ.

وقال السدي: كانت له آبارٌ يذيب (١) فيها الصُّفْر، فيأمر بالرجل فيُطرح فيها فيعذِّبه فيها (٢)، فذلك قوله {فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ} (٣).

وقال ابن جريجٍ: {وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا} قال: مدينةً لها اثنا عشرَ ألفَ بابٍ، لولا أصوات أهلها لسمع الناس وجوبَ الشمس حين تَجب (٤)، واسمها: رومية.

وفي رواية: لسمعوا صوتَ مرِّها في السَّماء كصوتِ المنشار في الخشب.

قال وهبٌ: فلما بلغ المغربَ وجد عددًا لا يُحصيهم إلا اللَّه تعالى، وناسًا لا تُطاق، وألسنةً مختلفةً، وأهواءً مشتَّتةً، فكابَدهم بالظُّلمة فغشِيَتْهم من كلِّ جانب، فأسلموا كلُّهم، فجنَّد (٥) منهم جندًا عظيمًا، فقادهم والظُّلمةُ تسوقهم حتى ساروا (٦) إلى ناحية الأرض اليمنى إلى هاويل، فقطع البحار حتى أتاهم (٧).


(١) في (ف): "يصب".
(٢) "فيعذبه فيها" ليس في (أ).
(٣) لم أجده، وهو مردود؛ لأن مثل هذا الفعل لا يفعله سوى الظلمة والجبابرة العتاة، وليس من أخلاق المؤمنين والدعاة.
(٤) رواه أبو يعلى كما في "المطالب العالية" (٣٦٥٧)، وعنه أبو الشيخ في "العظمة" (٤/ ١٤٤٠ - ١٤٤١)، وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه في "تفاسيرهم" كما في "الدر المنثور" (٥/ ٤٥٢). ولعله من خرافات أهل الكتاب.
(٥) في (ر) و (ف): "فأخذ".
(٦) في (ر): "سار".
(٧) قطعة من خبر وهب الطويل، رواه الطبري في "تفسيره" (١٥/ ٣٩٠ - ٣٩٨)، وأبو الشيخ في "العظمة" (٤/ ١٤٥١). وهو كسابقه.