للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال السديُّ: وبلغ أرض الظلمات من قِبَل المغرب فدخلها بالخيل، ورأى تحت حوافرها ضوءًا كالنار فقال: مَن أخذ منها (١) ندم ومَن لم يأخذ ندم، فأَخَذ مَن أَخَذ وتَرَك مَن تَرَك، فلما خرجوا فإذا هو ياقوتٌ أحمر وأصفر، فندم مَن ترَك على الترك، وندم مَن أخذ على ترك الزيادة، وهو أول ياقوتٍ وقع في أيدي الناس (٢).

* * *

(٨٩ - ٩٠) - {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (٨٩) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا}

وقوله تعالى: {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا}: أي: طريقًا آخر وهو إلى المشرق {إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا}:

قال الحسن: كانت أرضهم أرضًا لا تحتمِل البناء، فكانت الشمس إذا طلعت عليهم تهوَّروا في البحار (٣)، فإذا ارتفعت عنهم خرجوا فتراعَوا كما تراعَى البهائم (٤).

وقال سَمُرةُ بنُ جندبٍ: لم يُبن (٥) فيها بناءٌ قط، فإذا طلعت عليهم الشمس دخلوا أسرابًا لهم حتى تزول (٦).


(١) في (أ): "من هذا".
(٢) قطعة من خبر طويل جدًّا رواه أبو الشيخ في "العظمة" (٤/ ١٤٦١ - ١٤٦٧)، من طريق أبي جعفر (هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب) عن أبيه.
(٣) في (ر): "العمار"، وفي (ف): "التماد". وفي "تفسير الثعلبي": (الماء).
(٤) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٦/ ١٩٢). ورواه بنحوه الطبري في "تفسيره" (١٥/ ٣٨٢)، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٥/ ٤٥٤) للطيالسي، والبزار في "أماليه"، وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ، وجاء في آخره: (ثم قال الحسن: هذا حديث سمرة).
(٥) في (ف): "يبتن".
(٦) رواه أبو يعلى كما في "المطالب العالية" (٣٦٥٧)، وعنه أبو الشيخ في "العظمة" (٤/ ١٤٤٠ - ١٤٤١)، =