للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقالوا: إنما لا تحتمِل (١) البناء لأنه لا جبال فيها، فتميدُ ولا تستقر.

وقال مالك بن سليمان: هم قوم صغيرةٌ أجسامهم، وطعامُهم ما جَزَر عنه البحر من السمك، فأصابه حرُّ الشمس واشتوَى (٢)، فيأكلونه.

وقيل: لا جبلَ بها ولا شجرَ ولا مأوى، ولا ثوبَ ليَستُرهم (٣).

وقال مجاهد: مَن لا يلبس الثياب من السودان عند طلوع (٤) الشمس أكثرُ من جميع أهل الأرض (٥).

وقال وهب: هم الزنج، وبها ذهبٌ ينبتُ نباتًا!

* * *

(٩١ - ٩٢) - {كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (٩١) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا}.

وقوله تعالى: {كَذَلِكَ}: قيل: كذلك فعل ذو القرنين أَتبع الأسباب {وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا}؛ أي: وقد علمنا بما لديه من الصلاح كذلك.

وقيل: كذلك جعل اللَّه تعالى أمرَ هؤلاء على ما أَعلم رسولَه.

والثالث: أتبع سببًا بلغ به المشرق كما أتبع سببًا بلغ به المغرب، {وَقَدْ أَحَطْنَا


= وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه في "تفاسيرهم" كما في "الدر المنثور" (٥/ ٤٥٢). وهو من طريق ابن جريج: حدث الحسن (وفي "الدر المنثور": حدثت عن الحسن) عن سمرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. .، وذكره.
(١) في (ف): "إنها لا تحتمل"، وفي (ر): "إنما لا تحمل".
(٢) في (ر) و (ف): "واستوى".
(٣) في (ف): "ولا ثوب يسترهم"، وفي (ر): "ولا بيوت تسترهم".
(٤) في (أ): "مطلع".
(٥) ذكره الزمخشري في "الكشاف" (٢/ ٧٤٥).