للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كأنياب السباع وأضراسِها، وأحناكٌ كأحناك الإبل يسمع لها حركة (١) إذا أكلوا، وعلى أبدانهم شعورٌ يتوارون بها ويتوقَّون الحر والبرد، لكلِّ واحد منهم أذنان عظيمتان، على ظاهر إحداهما وباطنها وبرٌ، وعلى ظاهر الأخرى وباطنها زغبٌ، يتصيَّف في إحداهما ويتشتَّى في الأخرى، يعلم كلُّ ذكر وأنثى وقتَ موته، وهو إذا تم له ألفُ ولد، وإذا مطروا أخصبوا وسمنوا وشبعوا وتوالدوا وإذا لم يمطروا هزلوا وعجزت الذكور وحالت الإناث، يعوون عواء الذئاب، ويتسافدون حيث التَقَوا تسافُد البهائم (٢).

وروَى أبو هريرة رضي اللَّه عنه عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "إن يأجوج ومأجوج يحفرون السدَّ كلَّ يوم، حتى إذا كادوا يخرقونه قال الذي عليهم: ارجعوا فستفتحونه غدًا، فيُعيده اللَّه تعالى أثبتَ ما كان، حتى إذا بلغت مدتُهم حفروه حتى كادوا يَخرقونه، قال الذي عليهم: ارجعوا فستفتحونه غدًا إن شاء اللَّه تعالى، فاستثنى، قال: فيعودون إليه فيجدونه كهيئته حين تركوه، فيخرقونه فيخرجون على الناس ويستقون الماء، ويتحصَّن الناس منهم في حصونهم، فيَرمون سهامهم إلى السماء فترجع مخضبة بالدماء، فيقولون: قهرنا أهل الأرض وغلبنا أهل السماء، فبعث اللَّه عليهم نَغَفًا في أقفائهم فيهلكهم اللَّه تعالى به، فوالذي نفسي بيده إن دوابَّ الأرض لتسمنُ من لحومهم" (٣).

* * *


(١) يعني: حركة كحركة الجِرَّة من الإبل. كما جاء في الرواية.
(٢) قطعة من خبر وهب الطويل الذي تقدمت منه قطع، والمراد من الإمطار إمطار التنين عليهم. انظر التعليق السابق.
(٣) رواه الترمذي (٣١٥٣) وحسنه، وابن ماجه (٤٥٨٥)، والحاكم في "المستدرك" (٨٥٠١) وصححه، وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (٤/ ٢٠١): صحيح رجاله ثقات.