وقوله تعالى:{لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ}: أي: لا يقولون شيئًا لم يؤذَن لهم فيه.
وقيل: هو إبطال ظنِّ المشركين، فإنهم كانوا يعبدون الملائكة طمعًا في شفاعتهم، فقال:{لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ}؛ أي: لا يقولون شيئًا لم يؤذن لهم فيه.
ثم قال:{وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}: ذكر طاعتهم في القول والعمل جميعًا.
وقوله تعالى:{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ}: مما لم يبلُغوه بعدُ: ماذا يعملون فيه؛ {وَمَا خَلْفَهُمْ}؛ أي: ويعلم ما مضى من أزمنتهم فخلَّفوه ما عملوا فيه؛ أي: أحصى ذلك عليهم وحفظه ليحاسبهم، فهم مستعبَدون محاسبون، فكيف يتقدمون بين يدي اللَّه فيشفعون لمن لم يأذن لهم فيه.
{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى}: أي: لمن هو مرضيٌّ عند اللَّه بالتوحيد، ومن شفاعتهم {لِمَنِ ارْتَضَى} هو استغفارهم الآن، قال تعالى:{وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا} الآية [غافر: ٧].