للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {مَا لَا يَضُرُّهُ} قيل (١): أي: في الدنيا إن لم يعبده {وَمَا لَا يَنْفَعُهُ}؛ أي: في الآخرة إن كان عبَدَه.

وقيل: لا يضره في الدارين ولا ينفعه في الدارين.

وقوله تعالى: {ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ}: أي: في أقصى درجات البُعد والضلال (٢)، فإنه يَتعب ولا يُثمر تعبُه (٣) قط.

* * *

(١٣) - {يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ}.

وقوله تعالى: {يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ}: اللام لام القسم، تقديره: يدعو واللَّه مَن ضرُّه {أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ} وهذا في القيامة؛ أي: مَن ضرُّه بإدخال النار أقربُ من نفعه بالشفاعة التي كان يرجوها، ولم يُردْ به أن الشفاعة موجودةٌ لكنها بعيدةٌ، بل أراد أنها معدومةٌ أصلًا، وهذا خارجٌ مخرجَ كلام الناس في الشيء يرجوه الإنسان وذلك مما لا يكون، فيقال له: عدمُ هذا أقربُ من وجوده، ولا قربَ للعدم.

وقوله تعالى: {لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ}: أي: يرجو الإنسان النصرَ والعون من مولاه وهو ابنُ عمه، ومن العشير وهو صاحبه ومُعاشره، فالوثنُ بئس موضعُ رجاءِ النصرةِ (٤) والعون، فإنه مما لا يكون.

وروي: أنها نزلت في قوم من بني أسد بن خزيمة قدموا المدينة فأسلموا،


(١) "قيل" زيادة من (أ).
(٢) في (أ) و (ف): "أقصى درجات الضلال".
(٣) في (ر) و (ف): "بتعبه".
(٤) في (ف): "التصرف".