للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وظاهر الآية عامٌّ يتناوله وغيرَه.

وقوله: {وَيَصُدُّونَ} عطفٌ على {كَفَرُوا} وهو مستقبَل وذاك ماضٍ، وله وجوه:

قيل: فيه مضمرٌ: إن الذين كفروا هلكوا، ثم بدأ: ويصدُّون.

وقيل: معناه: ومن شأنهم أنهم يصدون، ونظيره قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ} [الرعد: ٢٨].

وقال الفراء: الواو زائدة، وتقديره: يصدُّون، جوابًا للمبتدأ، وهو كقوله: {وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ} [الأنعام: ١١٣]؛ أي: ليرضوه (١).

وقوله تعالى: {وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}: أي: يمنعون عن دين اللَّه.

قوله تعالى: {وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}: أي: ويصدون عن المسجد الحرام، وقيل: هو عتبة.

وقوله تعالى: {الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً}: يصلُّون فيه ويطوفون به، ويقيمون فيه سائر القُرب.

قوله: {سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ}: المقيمُ بمكةَ {وَالْبَادِ}؛ أي: الساكنُ في البدو والآتي إليه؛ أي ليس لأحد أن يمنع أحدًا عنه.

وقيل: المسجدِ الحرام هو الحرمُ كلُّه، والناس سواءٌ في النزول بمكة حيث شاؤوا، وفي حرمة الاصطياد والاحتشاش فيه.

والسلف مختلِفون في جواز بيع بيوت مكة وإجارتها، وكانت بيوت مكة لا يُتخذ بها أبوابٌ حتى ظهرت السرقة فيهم، فقال عمر لرجل منهم -وهو أول مَن


(١) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٢/ ٢٢١).