للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: هو احتكار الطعام بمكة.

وقيل: هو ظلم الناس.

والإلحاد في اللغة هو الميل، وفي الشرع: الميل عن الحق إلى الباطل، فكان عامًا للشرك ولكلِّ (١) معصية.

وقوله تعالى: {بِظُلْمٍ}: قيل: الباء أداةُ تعديةٍ.

وقيل: هو بيان الوجه؛ أي: على وجهِ الظلم.

وقوله تعالى: {نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}: جزاءُ قوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ}، وهذا وعيدٌ على الإرادة فكيف بالتحقيق؟

واختُلف في جواب أول الآية، وقد ذكرنا وجهين، والثالث: أن آخره جواب الكلامين جميعًا، ونظيره: {وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ} وبعده: {لَوْ تَزَيَّلُوا}، وقوله: {لَعَذَّبْنَا} [الفتح: ٢٥] جوابُهما، وهذا لأن قوله {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوْا} في تقديرِ: مَن يكفر.

* * *

(٢٦) - {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}.

وقوله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ}: وهو المسجد الحرام المذكورُ في الآية الأولى، يقول: واذكر يا محمد إذ مكنَّا لإبراهيم مكان هذا البيت؛ أي: موضعَه، حتى بناه على ما أَريناه منه، وهو البيت الذي تعبَّد قومك فيه غيري، ويصدونك وأصحابَك عن عبادتي فيه.


(١) في (ر): "عامًا في الشرك وكل".