للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {ذَلِكَ}: أي: ما قدَّمتُ ذكرَه من أمر الحج فهو كما قدَّمْتُه فالتزِموه ولا تخالفوه، مبتدأ حُذف خبره اختصارًا.

وقيل: معناه افعلوا ذلك، أضمر الأمر في أوله، أو هو بنفسه منصوب على الإغراء، تامٌّ (١) بغير إضمار.

{وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ}: أي: أمورَ الحج والعمرة والبيت، فراعاها ولم يتعدَّ حدودها.

{فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}: أي: أنفع له من أنْ لا يعظِّمها؛ لأنَّه يثاب على فعله ويعاقب على تركه، وهذا ترغيب وترهيب، وعمومُه يشمل الحج وغيرَه.

والحرمات حقيقتُها: ما حرُم انتهاكُها (٢) ومُنع عن ارتكابها.

وقيل: {فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} ليس للتفصيل؛ أي: تعظيمُه خيرٌ له معدٌّ عند ربه مجازيهِ به (٣).

وقوله تعالى: {وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ}: فسرناه في سورة المائدة: أن المستثنى ما ذُكر في قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ} الآية [المائدة: ٣].

وقوله تعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ}: أي: النَّجَس {مِنَ الْأَوْثَانِ} {مِنَ} للتبيين (٤) هاهنا لا للتبعيض؛ أي: اجتنبوا هذا النوع من الرجس فكلُّه خبيث؛ أي: اجتنبوا الأوثان أنْ (٥) تعظِّموها فتذبحوا لها وتذكُروا على ذبائحكم أسماءها.


(١) في (ر) و (ف): "قام".
(٢) في (ر): "إتيانها".
(٣) في (ر): "خير عند ربه يجازيه".
(٤) في (أ) و (ف): "للتجنيس".
(٥) في (أ): "أي"، وفي (ر): "فلا".