للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٢٠) - {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ}.

قوله تعالى {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ}: عطفٌ على {جَنَّاتٍ}؛ أي: وأنشأنا بهذا الماء شجرةَ الزيتون من طور سيناء، قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما ومجاهد: أي: من جبل البَرَكة (١).

وقال قتادة والضحاك: أي: جبلٌ حسن (٢).

وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: هو كثير الشجر، وهو الجبل الذي نودي منه موسى عليه السلام (٣).

وقيل: هو فَيْعالٌ من السَّنا؛ أي: الرِّفعة.

وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو بكسر السين، والباقون بفتحها (٤).

وخُصت هذه الشجرة بالذكر للعبرة؛ لأنها لا يراعيها أحدٌ بسقيٍ وغيره وتخرج (٥) الثمرةَ التي منها الدُّهن الذي تَعظُم به الفائدةُ وتَكثُر المنفعة.

وقوله تعالى: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ}: قرأ ابن كثير وأبو عمرو بضم التاء، والباقون


(١) ذكره عنهما بهذا اللفظ الماوردي في "النكت والعيون" (٤/ ٥٠)، والواحدي في "تفسيره" (١٥/ ٥٤١)، ورواه الطبري في "تفسيره" (١٧/ ٢٩) عن ابن عباس بلفظ: هو جبل بالشام مبارك. وعن مجاهد بلفظ: {طُورِ سَيْنَاءَ}: المبارك.
(٢) رواه عنهما الطبري في "تفسيره" (١٧/ ٢٩ - ٣٠).
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (١٧/ ٣٠) دون قوله: "هو كثير الشجر"، وهذا اللفظ رواه الطبري عن معمر عمن حدثه.
(٤) انظر: "السبعة" (ص: ٤٤٤)، و"التيسير" (ص: ١٥٩).
(٥) في (ف): "لأنها لا يرى عندها من به علة إلا شفي وتخرج"، وفي (ر): "إلا تخرج" وسقط ما بينهما.