للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بفتحها (١)، ووجه الفتح: أن الفعل يتعدَّى (٢) بالباء، ووجه الضم: أنه متعدٍّ والباء زائدة.

ومعنى إنباتِ الدهن: إنباتُ ثمرِ الدُّهن، وهو كعصر الخمر: عصرُ ما يصير من خارجه الخمرُ.

وقيل: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ}؛ أي: تنبتُ هي ومعها الدُّهن؛ كما يقال: جاء فلان بالسيف؛ أي: ومعه السيف، ومعنى: معها الدهنُ؛ أي: في ثمرها ما إذا استُخرج (٣) كان دهنًا.

{وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ}: أي: إدامٍ يُصْطَبغ به، والصبغ: هو الدُّهن، وإنما أدخل (٤) الواو لاجتماع معنيين في الزيت: معنى الادِّهان، ومعنى الاصطباغ، وتقديره: تَنبت بما يُنتفع به انتفاعَ الدُّهن من الاستصباح (٥) والتداوي والادِّهان، ويُنتَفع به انتفاعَ الإدام بالضم إلى الطعام.

وخصَّ النخيل والأعناب والزيتون هاهنا لأن العرب في الحجاز كانوا يرون هذه الأشياء، وذكرُ إخراجِ هذه الشجرة من طور سيناء تعريفٌ ببركتها، فإن هذا الجبل مباركٌ، وقد قال في صفة الزيتون: {شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ} (٦) [النور: ٣٥].

* * *


(١) انظر: "السبعة" (ص: ٤٤٥)، و"التيسير" (ص: ١٥٩).
(٢) في (ر): "معدى".
(٣) بعدها في (ر) و (ف): "بما ينتفع به انتفاع".
(٤) في (ف): "دخل".
(٥) في (ف): "تنبت بالدهن من الاستصباغ"، وفي (ر): "تنبت بالدهن للاستصباح".
(٦) في (أ) و (ف): "زيتونة مباركة" بدل: " {شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ} ".