للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفي حديث محمد بن كعب القرظي: أقبل بعضهم على بعض يَنبح نباحَ الكلب وأطبقت عليهم (١).

* * *

(١٠٩ - ١١٠) - {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (١٠٩) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ}.

وقوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي}: وهم المؤمنون {يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (١٠٩) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا}: قرأ حمزة والكسائي بضم السين، والباقون بكسرها (٢)، وهما لغتان:

قيل: هما بمعنى الهزء.

وقيل: بالضم من التسخير وبالكسر من الهزء (٣).


= في "تفسير ابن كثير" عند هذه الآية، والطبري في "تفسيره" (٢٠/ ٦٤٩ و ٦٥٠)، والحاكم في "المستدرك" (٨٧٧٠) وصححه، والبيهقي في "البعث والنشور" (٦٤٨).
(١) رواه ابن المبارك في الزهد (ص: ٩١ - ٩٢ - زوائد نعيم) وقد سقط من المطبوع بعضه لسقط في المخطوط نبه إليه المحقق، وهو خبر طويل ذكره بتمامه القرطبي في "التذكرة" (ص: ٨٩٨ - ٩٠٠) وعزاه لابن المبارك، وكذا عزاه إليه في "الجامع لأحكام القرآن" (١٥/ ٩٣) وذكر بعضه ومن ضمنه القطعة المذكورة أعلاه.
(٢) انظر: "السبعة" (ص: ٤٤٨)، و"التيسير" (ص: ١٦٠).
(٣) انظر: "إعراب القرآن" للنحاس (٣/ ١٢٤)، وفيه: فرق أبو عمرو بينهما فجعل المكسورة من جهة التهزؤ والمضمومة من جهة السخرة، ولا يعرف هذا التفريقَ الخليلُ وسيبويه رحمهما اللَّه ولا الكسائي ولا الفراء؛ قال الكسائي: هما لغتان بمعنى واحد؛ كما يقال: عُصِيٌّ وعِصِيٌّ.
وذكر قول النحاس القرطبي في "تفسيره" (١٥/ ٩٤)، ثم عقبه بقوله: وحكى الثعلبي عن الكسائي والفراء الفرق الذي ذكره أبو عمرو، وأن الكسر بمعنى الاستهزاء والسخرية بالقول، والضم بمعنى =