للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أن يُبْدِينَ ما عليهن من الزينة للرجال ويتكشَّفْنَ لهم، وإنما يفعَلْنَ ذلك للتخفيف عن أنفسهنَّ.

والمتبرِّجات: المتكشِّفات.

{وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ}: أي: يستَتِرْن فلا يَضَعْنَ جلابيبَهن وأردِيَتَهن {خَيْرٌ لَهُنَّ} وأفضلُ لهن، وأَدْفعُ للرِّيبة عنهنَّ.

قوله تعالى: {وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}: أي: لا يخفَى عليه ما يَقُلْن بألسنتهنَّ ويفعلن بأنفسهنَّ، وهو أبلغُ تحذير.

* * *

(٦١) - {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.

وقوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ} الآية: قال سعيد بن المسيب: كان المسلمون يخرجون مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فيعطون مفاتحهم الأعمى والأعرجَ والأقارب، ويقولون لهم: أحلَلْنا لكم ما تأكلون مما في بيوتنا، فيقولون: واللَّه لا يحلُّ لنا مما في بيوتهم شيءٌ وإنْ أحلُّوه لنا حتى يرجعوا إلينا، وإنها لأمانةٌ اؤتُمِنَّا عليها، فلم يزالوا على ذلك حتى أنزل اللَّه تعالى هذه الآية، فطابت أنفسهم لِمَا أحل اللَّه لهم (١).


(١) رواه النحاس في "الناسخ والمنسوخ" (ص: ٦٠٠)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص: ٣٣٠)، =