للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة قال: كانوا يؤون المريض والأعرج والأعمى في بيوتهم (١)، فنزلت هذه الآية (٢).

يقول: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ} في أكلهم من بيوت الذين أَذنوا لهم بذلك بالمعروف من غير إسرافٍ.

{وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُم}: قيل: هو على ظاهره، ومعناه: أنه لا بأس بأكله من بيوت أقربائه هؤلاء كما لو أكل من بيتِ نفسه من مالِ نفسه.

وقيل: معناه: أن تأكلوا من بيوت أزواجكم؛ لأن الزوجين صارا كنفسٍ واحدة، والإذن ثابتٌ دلالةً.

وقيل: معناه: أن تأكلوا من بيوت أولادكم، لقوله: "أنت ومالُك لأبيك" (٣).


= وروى نحوه البزار (٢٢٤١ - كشف) من حديث عائشة رضي اللَّه عنها، ورجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ٨٤).
(١) بعدها في (ر) و (ف): "فلما نزل ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم أخرجوهم من بيوتهم" وليست هذه العبارة في مصادر التخريج.
(٢) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٢٠٦٤)، وأبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ" (٤٤٥)، والطبري في "تفسيره" (١٧/ ٣٦٨)، والجصاص في "أحكام القرآن" (٣/ ٤٣١)، جميعهم عن معمر قال: قلت للزهري: ما بال الأعمى والأعرج والمريض ذكروا هاهنا؟ قال: أخبرني عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة أن المسلمين كانوا إذا غزوا خلَّفوا زمناهم في بيوتهم ودفعوا إليهم المفاتيح، وقالوا: قد أحللنا لكم أن تأكلوا منها، فكانوا يتحرجون من ذلك ويقولون: لا ندخلها وهم غيَّب، فنزلت هذه الآية رخصة لهم.
(٣) رواه ابن ماجه (٢٢٩١) من حديث جابر رضي اللَّه عنه، وإسناده صحيح على شرط البخاري كما قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (٣/ ٣٧). وصححه البزار فيما نقله عنه ابن التركماني في "الجوهر النقي" (٧/ ٤٨١)، وصححه أيضًا ابن التركماني، وابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (٥/ ١٠٢ - ١٠٣). =