للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنَّ أطيبَ ما يأكل الرجل من كَسْبه، وإن ولده من كسبه" (١).

وقوله تعالى: {أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ}: والإذن ثابتٌ من هؤلاء دلالةً.

{أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ}: قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: هو الوكيل (٢) يدفع الرجل إليه ضيعتَه، فله أن يأكل من طعامها ويشربَ من ألبانها (٣).

وقيل: بيوت العبيد والإماء، والعبد وما في يده لمولاه.

وقال عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة: هو الغازي يدفع بيته إلى غيره ويسلِّطه عليه ويأذنُ له في الأكل من بيته (٤).

وقيل: هي بيوت الإجارة والعاريَّة.

وقوله تعالى: {أَوْ صَدِيقِكُمْ}: أي: أصدقائكم، قال الشاعر:

إذا قلَّ مالُ المرءِ قلَّ صديقُه... وضاق به عمَّا يريد طريقُه (٥)

قال قتادة: هو الرجل يأتي منزلَ الرجل فيقول: أهاهنا فلان؟ فيقول أهله: لا،


= ورواه ابن حبان في "صحيحه" (٤١٠) من حديث عائشة رضي اللَّه عنها، وإسناده صحيح كذلك.
ورواه أبو داود (٣٥٣٠) من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما، وإسناده حسن.
(١) رواه أبو داود (٣٥٢٨)، والترمذي (١٣٥٨)، والنسائي (٤٤٥١)، وابن ماجه (٢٢٩١)، من حديث عائشة رضي اللَّه عنها. قال الترمذي: حديث حسن.
(٢) في (أ): "الرجل".
(٣) انظر: "النكت والعيون" للماوردي (٤/ ١٢٤). ورواه بنحوه ابن أبي حاتم (٨/ ٢٦٤٨).
(٤) تقدم قريبًا.
(٥) ذكره دون نسبة مع بيت آخر ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (٤٥٩).