للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقرأ حمزة والكسائي: {نأْكُلُ} بالنون (١)؛ أي: نشبع نحن في نعمته (٢).

وقوله تعالى: {وَقَالَ الظَّالِمُونَ}: أي: هؤلاء المشركون {إِنْ تَتَّبِعُونَ}؛ أي ما تتَّبعون أيها المؤمنون {إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا} سحرته الشياطين فهو لا يعقل ما يقول، ولو كان عاقلًا لم يَدَّعِ أنه رسول وهو ممن يأكل ويتحدَّث ويتردَّد في الطرق، لا ملَكَ يصدِّقه ولا دنيا يَتَّسع فيها.

وقيل في قوله: {مَسْحُورًا}: أي: يخيَّل إليه الشيطانُ ملكًا، وكلامُ الشيطان وحيًا.

* * *

(٩) - {انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا}.

وقوله تعالى: {انْظُرْ} يا محمد {كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ}؛ أي: وصفوا لك الأشباه من المفترِي والمملَى عليه والمسحورِ {فَضَلُّوا}؛ أي: تحيَّروا {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا}؛ أي: فلا يجدون لقولهم نفاذًا إلى شيء يَستقرُّ عليه.

وقيل: {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا}؛ أي: إلى إبانة ما يكون قدحًا فيك.

* * *

(١٠) - {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا}.

وقوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ}: أي: تعالى وتقدَّس اللَّه الذي إن شاء جعلَ لك خيرًا من الجنة الواحدة التي قالوها، والكنزِ الذي ذكروه:


(١) انظر "السبعة" (ص: ٤٦٢)، و"التيسير" (ص: ١٦٣).
(٢) في (أ): "أي نحن نتوسع في نعيمه".