للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{جَنَّاتٍ}: أي بساتين في الدنيا كثيرةً {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}؛ أي: تمر في أصول أشجارها المياه في أنهارها.

قوله تعالى: {وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا}: تسكنها، وهي المساكن الكبار العالية كما قد آتى سليمانَ وغيرَه، وهو قادر على ذلك لكنْ لا موضعَ للتعظيم بالدنيا والتكثيرِ (١) بزهرتها، والتقلُّلُ منها أَلْيَقُ برتبة النبوة (٢).

وقيل: يجعل لك جناتٍ وقصورًا في الجنة، وتعليق ذلك بالمشيئة لبيانِ أنه تفضُّل (٣) من اللَّه تعالى لا واجب عليه.

وقيل: معناه: إذ شاء، كما قال: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: ٩١] أي: إذ كُنتم.

* * *

(١١) - {بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا}.

وقوله تعالى: {بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ}: في أوله إضمار؛ أي: ما كذَّبوك لأنك تأكل الطعام وتمشي في الأسواق وليس لك كنز ولا جنةٌ ولم ينزل معك ملكٌ، لكنهم يكذِّبون بالقيامة وما فيها من الجزاء، فركَنوا إلى الدنيا واستثقلوا ما جئتَهم به من الشرائع لتكذيبهم بالثواب والعقاب.

وقوله تعالى: {وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا}: أي: وقد أعدَدْنا لمن جحد بها نارًا تستعِر فيهم (٤).


(١) في (ر): "والتكثر بها".
(٢) في (ف): "بزينة النبوة" وفي (ر): "بزينة النبوية".
(٣) في (ر): "بفضل".
(٤) في (ر) و (ف): "تسعرهم".