وقوله تعالى:{أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ}[الفرقان: ١٥]، لكنه على التوبيخ؛ كالرجل يُفسِد فيُعاقَب عليه، وآخَرُ يُصلِح فيثاب عليه، فيقال للمفسد: أهذا الذي فعل فلان خيرٌ أم ما أنت فيه؟
وقوله تعالى:{وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ}: هو يومُ القيامة، و {تَشَقَّقُ} أصله: تتشقَّق، حُذفت إحدى التاءَين تخفيفًا، و {السَّمَاءُ}؛ أي: السماوات {بِالْغَمَامِ} هو فوق السماوات السبع، وهو سحابٌ أبيضُ غِلَظُه كغِلَظ السماوات السبع، ويمسكه اللَّه تعالى اليوم، وثقلُه أثقلُ من ثقل السماوات.
فإذا أراد اللَّه عز وجل أن تَشَقَّقَ السماوات ألقى ثقلَه عليها فانشقَّت، فذلك قوله:{بِالْغَمَامِ}؛ أي: بثقل الغمام فظهر الغمام.
{وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا} في الغمام بنزوله، وذلك قوله:{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ}[البقرة: ٢١٠]؛ أي: بظللٍ من الغمام فيه الملائكةُ، ونزولُهم لمحاسبة الخلق.
وقيل:{وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ} أي (١): ملائكةُ السماوات {تَنْزِيلًا} لزوال السماوات، فتزولُ أماكن الملائكة فيصيرون في مكانٍ آخر.