للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا}: أي: في الغرفة {حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا}؛ أي ما أحسنَها موضعَ قرارٍ وإقامة! كما قال في صفة أهل النار: {سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} [الفرقان: ٦٦].

وقوله تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ}: قال مجاهد وابن زيد: ما يصنع بكم (١)، ختَم السورة بأن عرَّف المشركين حكمةَ خَلْقهم.

وقيل ما يريد بكم.

وقيل ما يبالي بكم.

وقيل: أيُّ حظٍّ (٢) لكم.

وقوله تعالى: {لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ}: أي: دعاؤه إياكم (٣)؛ أي: إلى التوحيد والطاعة، وقد دعاكم إليه على لسانِ محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-.

وقيل: لولا عبادتُكم إياه؛ أي: لو لم يكن هذا مما يلزمُكم.

وقوله تعالى: {فَقَدْ كَذَّبْتُمْ}: رسولي الذي دعاكم فسوف يكون تكذيبكم عذابًا لازمًا لكم، وذلك قوله تعالى: {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا}: قيل: كان ذلك يومَ بدر (٤).

وقيل: هو عذاب الآخرة.


(١) رواه عنهما الطبري في "تفسيره" (١٧/ ٥٣٦)، وعن مجاهد ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٨/ ٢٧٤٥).
(٢) في (ر) و (ف): "وقيل خطر".
(٣) في (ر) و (ف): "إليكم".
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" (١٧/ ٥٣٨ - ٥٣٩) عن ابن مسعود وأبي بن كعب وإبراهيم النخعي ومجاهد والضحاك.