وقوله تعالى:{وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ}: من وعظِ في القرآن {مُحْدَثٍ} في النزول والوصول.
وقيل:{مِنْ ذِكْرٍ}: من شرف يحصل لهم؛ لأنَّهم إذا قبِلوه وعملوا به صار به لهم ذكرٌ في الناس.
{إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ}: مولِّين على عادتهم.
وقوله تعالى:{فَقَدْ كَذَّبُوا}: أي: أقاموا على التكذيب {فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}؛ أي: أخبارُ ما استهزَؤوا به وهو القرآن، وإتيانُ الخبر عبارةٌ عن حلول العقوبة، يقول: تفعل كذا وسيبلغك الخبر عن فعلك.
وقيل: فسيأتيهم وهم في النار أخبارُ الذين آمنوا بما كانوا هم به يستهزؤون؛ أي: خبرُ كرامتهم في الجنة.
وقيل: إتيان الخبر: وصول الوعيد عند الموت، أو عند البعث، أو قبل الوصول إلى العذاب.
وقيل: هو الإخبار بظهور هذا الدِّين وانتشارِ أحكام هذا القرآن الذي كانوا به يستهزؤون.
وقيل: سيأتيهم يومَ بدر.
قال مقاتل: نزل قوله: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} في أبي جهل بن هشام وأميةَ بن خلفٍ وأبيِّ بن خلف (١)، آذَوْا رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فضاق بأذاهم