للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قوله: {وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ}: أي: للشياطين أن يتنزَّلوا به؛ أي: لم يجعلهم اللَّه بهذا المحل فإنهم أرجاسٌ، وإنما جعل ذلك للملائكة المطهَّرة (١)، الكرامِ البَرَرة.

{وَمَا يَسْتَطِيعُونَ}: أي: الشياطين.

* * *

(٢١٢ - ٢١٣) - {إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (٢١٢) فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ}.

{إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُو}: أي: إن الشياطين قد (٢) عزلوا عن الأمكنة التي كانوا يسمعون فيها من الملائكة أخبارَ السماء برجمهم بالكواكب، قال تعالى خبرًا عن الجن: {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا} [الجن: ٩].

{فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ}: أي: ينزلُ بك من العذاب ما نزل بهؤلاء الذين قصَصْنا خبرهم.

* * *

(٢١٤) - {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}.

قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}: أي: ابدأ بإنذار رهطِك الأدنَيْنَ إنْ لم يؤمنوا بك فتَنْحسِم أطماعهم وأطماعُ الأبعدين في تركهم وما هم عليه، وإن هم أجابوك كانوا عُد لك على غيرهم، فكان أقوى لأمرك وأهيَبَ لأعدائك فامتثِلْ به.

قال أبو هريرة رضي اللَّه عنه: لمَّا نزلت عليه (٣) هذه الآية دعا قريشًا فعمَّ وخصَّ


(١) في (أ): "الطاهرة".
(٢) في (ر): "قبل"، وليست من (ف).
(٣) "عليه" من (أ).