{أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ}: بما كان منهم من سوء الأعمال، و {سُوءُ الْعَذَابِ}: اشتداده وامتداده، وقيل: هو قتلُهم يومَ بدر.
قوله:{وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ}: تكرار كلمة {هُمُ} للتحقيق والتأكيد، وكذلك في الآية الأولى:{وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}.
و {الْأَخْسَرُونَ}؛ أي: الخاسرون، كما في قوله: اللَّه أكبر، {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}[الروم: ٢٧] أنه بمعنى الكبير والهين.
وقيل: هو على حقيقته للتفضيل، ومعناه: هم الأخسرون من الخاسرين في الدنيا؛ أي: الأعظمون هلاكًا والأبينون (١) خسرانًا؛ لأنهم خسروا الجنة ومجاورةَ الأنبياء والأولياء واكتسبوا سوء العذاب ومجاورةَ الشياطين والكفار، فمَن أظهر غبنًا منهم؟
وقيل: قد يكون في النار خاسرين وهذه الطبقة أخسرُهم.
وقال القشيري:{زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ}: أغشيناهم فهم لا يبصرون، وعمَّيناهم عن سواء السبيل فهم عنه يعدلون، أولئك الذين في ضلالتهم يعمهون، وهم في حيرتهم يتردَّدون.
{أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ} وهو أن يجد الآلام ولا يعرفَ المبتلي فيتسلَّى بمعرفته ويخفَّ عنه البلاء بمشاهدته، وهو للكفار كذلك، وأما المؤمنون فيخفِّف