وقوله تعالى:{فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا}: أي: المعجزاتُ التي آتيناها موسى {مُبْصِرَةً}؛ أي: واضحةً بينة، و (١){مُبْصِرَةً}: ذاتَ إبصارٍ؛ أي: فيها إبصارٌ لمن نظر إليها.
{قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ}: أي: قالوا لمعجزته: هذا تخييلٌ لا حقيقةَ له، ظاهرٌ لمن تأمَّله.
{وَجَحَدُوا بِهَا}: أي: أنكروها {وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ}؛ أي: وقد تيقَّنت بصحتها قلوبُهم {ظُلْمًا} لأنفسهم ولآيات اللَّه بوضعها غيرَ موضعها {وَعُلُوًّا}: تكبُّرًا من اتِّباع موسى، وترؤُّسًا على الناس.
قوله تعالى:{فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ}: أي: فانظر يا محمدُ نظرَ اعتبارٍ بالقلب كيف كان ختمُ أمرهم في الدنيا الهلاك، ثم لهم في الآخرة أشدُّ العذاب وذلك حال قومك.
وقوله تعالى:{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا}: أَتْبَع قصة موسى قصةَ داود وسليمان، وفي الأولى: البلاء والصبر، وفي الثانية: العطاء والشكر؛ تنبيهًا لمحمدٍ