للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

-صلى اللَّه عليه وسلم- على فضلهما، ودعاءً له إليهما، واقتداءً منه بهما؛ قال اللَّه تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: ٩٠].

وقوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا}؛ أي: أعطينا {دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا}؛ أي: بالدِّين والحُكم وغيرِ ذلك، قال: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ} [الأنبياء: ٨٠] قال: {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (١٠) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ} [سبأ: ١٠ - ١١]، وقال في سليمان: {عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} [النمل: ١٦]، وقال في حقهما جميعًا: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} [الأنبياء: ٧٩].

{وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ}: بما آتانا.

ودلت الآية على خلق أفعال العباد، وعلى فساد القول بالأصلح، فإن الحمد لا يجب على أداء ما عليه، فدل على أنه كان متفضِّلًا بما أعطاهما فاعلًا ما ليس عليه.

* * *

(١٦) - {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَاأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ}.

قوله تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ}: ملكَه وعلمه {وَقَالَ يَاأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ}؛ أي: تفضل اللَّه عليَّ بزيادةٍ على ما ورَّثنيه (١) من أبي من النبوة والملك والعلم، بأنْ علَّمني منطق الطير؛ أي: فهَّمني (٢) ما يقول الطير.

قوله تعالى: {وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}: أي: أعطانا اللَّه الكثير من خيرات الدنيا (٣)


(١) في (ر): "ورثته".
(٢) في (ر): "وألهمني" بدل: "أي فهمني".
(٣) في (ف): "من جراب الأرض".