قوله تعالى:{فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا}: تعجُّبًا منها وسرورًا بما أعطاه اللَّه مِن فَهم كلامها {وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي}؛ أي: ألهِمْني {أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ} من النبوة والعلم والمُلك وغير ذلك {وَعَلَى وَالِدَيَّ} والإنعامُ على الوالدين إنعامٌ على الولد.
وقوله تعالى:{وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ} في بقية عمري {وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}؛ أي: وأدخلني الجنة برحمتك مع عبادك الصالحين، وهم الأنبياء ومن تبعهم من أهل الجنة، وذلك برحمة اللَّه، وهو دعاءٌ بحُسن العاقبة كدعاء يوسف:{تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}[يوسف: ١٠١].
وقال مقاتل: نَسجت الشياطين لسليمان عليه الشلام بساطًا فرسخًا في فرسخ ذهبًا في إبريسم، وكان يوضع له منبرٌ من الذهب في وسط البساط فيقعد عليه وحوله ثلاثةُ آلاف كرسي من ذهب وفضة، تقعد الأنبياء على كراسي الذهب والعلماء على كراسي الفضة وحولهم الناس، وحول الناس الجنُّ والشياطين، وتُظلُّه الطير