للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بأجنحتها حتى لا تقع عليه الشمس، وترفع ريح الصبا البساط مسيرةَ شهر من الصباح إلى الرَّواح ومن الرَّواح إلى الصباح (١).

قال ابن عباس: كانت النمل إذ ذاك كالذئاب والكلاب (٢).

وقال مجاهد: كانت نملًا ذواتِ أجنحةٍ (٣).

وفي نسخة (٤) الشيخ أبي القاسم بن حبيب عن وهب قال: قرأتُ في بعض الكتب أن سليمان ركب ذات يوم مركبَ الريح، فلما قرُب من وادي النمل سمع قولَ النمل، وكان يسمع قولها من ثلاثة أيام أو (٥) أميال فأمر الريح حتى وقفت فقال للنملة: ما قولك: {لَا يَحْطِمَنَّكُمْ} وكيف أحطمنكم وأنا على الهواء؟ فقالت: إني لم أُرِدْ حَطْم الأرجل، إنما أردتُ حتى لا ينظروا إلى ملكك فيتمنَّوه، فيكون ذلك حطمًا لقلوبهم (٦).


(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٧/ ١٩٦).
(٢) رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (١/ ٦٠)، والطبري في "تفسيره" (١٨/ ٢٨)، عن نوف البكالي قال: (كان نمل سليمان بن داود مثل الذئاب)، وذكره الواحدي في "البسيط" (١٧/ ١٨٨) عن نوف وشقيق بن سلمة، وعن بريدة الأسلمي: أنها كانت كهيئة النعاج، ثم تعقب ذلك بقوله: ولو كانت كالذئاب والنعاج ما حُطِمت بالوطء ولا خافت ذلك. وقال ابن كثير بعد أن ذكر قول نوف البكالي: هكذا رأيته مضبوطا بالياء المثناة من تحت: (الذياب) وإنما هو بالباء الموحدة، وذلك تصحيف، واللَّه أعلم.
(٣) لم أجده عن مجاهد، ورواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٩/ ٢٨٥٧) عن الشعبي، وكذا ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٧/ ١٩٧)، والسمعاني في "تفسيره" (٤/ ٨٦)، وابن عطية في "المحرر الوجيز" (٤/ ٢٥٣).
(٤) في (أ): "تفسير".
(٥) "أيام أو" من (ف).
(٦) انظر التعليق الآتي.