فأخذ الهدهد هذا الكتاب برجله فانطلق يهوي به حتى اقتحم عليها من كوة البيت، فوضع الكتاب في يمينها وهي قاعدة على عرشها، فمُلئت من ذلك عجبًا، ثم ارتفع الهدهد فوقع (١) فوق الحائط، فلما وجدت في الكتاب اسم سليمان خرجت إلى الهدهد فقالت: مَن أرسلك إليَّ؟ فأنطقه اللَّه قال: أرسلني إليك ملكُ الجن والإنس والطير والريح والشياطين، قالت: ما أُراك كذبتَ، لولا أنه كما تقول ما طعتَ له بالرسالة، ثم جمعت قومًا من قوَّادها وأهلِ مشورتها وأسفرت عن وجهها والهدهدُ مكانَه، فقالت لهم: ما كنتُ أحسب أن فوق ملككم ملكًا حتى جاءني رسول ملك الجن والإنس والشياطين والطير والريح، قالوا لها: فأين هو الرسول الذي جاءك قالت: هو هذا، وأشارت إلى الهدهد فأقبلوا عليه يكلمونه فلم يُجبهم، وقرأت عليهم كتاب سليمان، وسألتهم عن الرأي، وذلك قوله تعالى: