للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فقال للشياطين: مهدوا لهم الأرض ذهبًا إلا موضع لبنة في الطريق، فلما قربوا من بلد (١) سليمان ظنوا أن الأرض مفروشةٌ بلَبِنِ ذهب، فرأوا في الطريق موضعَ لبنةٍ خاليًا، فقال رئيسهم: حملنا إلى هذا الرجل لَبِنًا من ذهب فإذا أرضه ذهبٌ كلُّها إلا موضعَ لبنة، فسبيلُنا أن نلقيَ (٢) هذه اللبنة في هذا الموضع وإلا نسبنا (٣) إلى السرقة (٤).

وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: إنها وجهت غلمانًا وجواري، وجعلت الغلمان على زيِّ الجواري في اللباس والشعر، والجواريَ على زيِّ الغلمان في اللباس والشعر (٥)، وقالت للغلمان: إذا كلَّمكم فألينوا الكلام، وقالت للجواري: إذا كلَّمكن فأغلِظن الكلام، وبعثت بحُقَّة فيها جواهرُ فأمَّرت عليهم رجلًا يقال له: المنذر بن عمرو.

وقال أبو القاسم بن حبيب: رأيتُ في بعض التفاسير: كانت في الحقة ثلاثةُ جواهر، أحدها مثقوب والثاني غير مثقوب والثالث ثُقب نصفه ولم ينفذ، وقالت: إن كان نبيًّا ميَّز بين الوصفاء والوصائف، ويخبركم بما في الحُقة، وإن كان غيرَ نبي الْتَبَس أمركم عليه، فميَّز بين الوصفاء والوصائف بالوضوء، وذلك أنه أمرهم أن يتوضؤوا، فجعل الغلمانُ يَحدرون الماء على اليد والرجل حَدْرًا، وجعلت الجواري يصبُبْن من اليد اليسرى على اليد اليمنى ومن اليمنى على اليسرى، فميَّز ذلك بينهم، وأخبرهم أن


(١) في (ف): "موضع".
(٢) في (ر): "أن تبقى".
(٣) في (أ): "ولا ينسبونا" بدل: "وإلا نسبنا".
(٤) رواه بنحوه عبد الرزاق في "تفسيره" (٢١٥٩)، والطبري في "تفسيره" (١٨/ ٥٤)، عن ثابت البناني.
(٥) رواه الطبري في "تفسيره" (١٨/ ٥٣)، ولفظه: (بعثت إليه بوصائف ووصفَاء، وألبستهم لباسًا واحدًا حتى لا يُعرف ذكر من أنثى، فقالت: إن زيَل بينهم حتى يعرف الذكر من الأنثى ثم ردّ الهدية فإنه نبيّ، وينبغي لنا أن نترك ملكنا، ونتبع دينه، ونلحق به). وإسناده ضعيف جدًّا.