{قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ}: هو آصفُ بن بَرَخيا، وقيل: آصف بن يوسف، وقيل: ضبَّة والدُ بني ضبة من العرب، وقد ادَّعى ذلك بعض بني ضبَّة، وكان آصفُ وزير سليمان.
وقوله:{عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ}؛ أي: من الكتب المنزلة.
وقيل: كان يعلم اسمَ اللَّه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، وكان مستجابَ الدعوة.
وفي "تفسير الصنعاني": {الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ} جبريل عليه السلام.
قال: لما رجع رسلُ بلقيس إليها، وعلمت أنها لا قبَل لها بجنود سليمان، أقبلت إليه، فأعلمه جبريل بذلك، وأحب سليمان أن يوتَى إليه بعرشها، وقال عفريت من الجن ما قال، قال جبريل:{أَنَا آتِيكَ بِهِ} بأسرع من ذلك، وصفةُ جبريل بأن عنده علم من الكتاب هو علم إنزال الكتب على الأنبياء.
وقيل: هو علم الكتاب الذي هو أمُّ الكتاب.
قوله تعالى:{قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ}: قيل: قبل أن يرجع إليك طرفك ببصرك، كأنك تفتح بصرك لتنظر إلى شيء، فتنظر إليه ثم تردُّ بصرك عن النظر.
وقال أبو عبد اللَّه الأزديُّ -وهو في معنى هذا-: أي: إذا مدَدْتَ طرفك ناظرًا إلى أن تردَّ جفنك ردَدْتَه بين هذين.