للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال قتادة والكلبي والفراء: يريد: قبل أن يأتيك الشيء من مدِّ بصرك (١)، ومجازه: من قبل أن يرجع إليك مَن تنظر إليه منتهَى بصرِك.

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ}: قيل: فدعا اللَّهَ آصف، فرفع سليمان طَرْفه ثم ردَّه فإذا هو عنده.

وقال مجاهد: دعا اللَّه فأُخرج له من نفق في الأرض (٢) حتى وضع بين يديه.

وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: قال: يا حيُّ يا قيوم.

وقال عبد اللَّه بن سلَام: قال: اللهم إني أسألك بأنك أنت اللَّه الذي لا إله إلا أنت، الحيُّ القيوم الطاهرُ المطهَّر، نورُ السماوات والأرض، عالمُ الغيب والشهادة الكبيرُ المتعال.

وروي عن جابر أنه قال في الدعاء: يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّه.


(١) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٢/ ٢٩٤)، ورواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٢١٦٣) عن معمر عن الكلبي بلفظ: (قبل أن يأتيك الشخص. .). أما قتادة فذكر هذا القول عنه الثعلبي في "تفسيره" (٧/ ٢١١)، لكن لعل في نسبته لقتادة وهم، فقد روى الطبري في "تفسيره" (١٨/ ٧٢) عن معمر قال: (قال غير قتادة. . .) فذكره مثل رواية معمر عن الكلبي بالحرف، فغير قتادة هو الكلبي على الأظهر كما يظهر من رواية عبد الرزاق عن معمر، فلعل من نسبه لقتادة سقطت عنده كلمة (غير) التي في رواية الطبري، أو تحرفت إلى (عن)، وقد وقعت كذلك في بعض نسخ الطبري كما ذكر في حواشيه. ويؤيد ما ذكرناه أنه قد روي عن قتادة غيره كما ذكر الواحدي وغيره، قال الواحدي في "البسيط" (١٧/ ٢٤٤): وعلى هذا التفسير (يعني تفسير الكلبي والفراء) يجب أن يكون التقدير: قبل أن يرتد إليك مَن على منتهى طَرْفك؛ وهذا التقدير بعيد، ثم إتيانُ الشخص إليه من مدِّ البصر لا يسمى ارتدادًا إلا أن يكون قد خرج من عنده. . . ولهذا قال قتادة: هو أن يبعث رسولًا إلى منتهى طرفه، فلا يرجع حتى يؤتى به)، وهذا القول الذي ذكره عن قتادة أورده أيضًا الثعلبي في "تفسيره" (٧/ ٢١٢).
(٢) في (ف): "من شق الأرض".