للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٤٤) - {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

{قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ}: قال أبو عبيدة وقطرب: أي: القصر (١).

وقيل: هو عَرصةُ الدار، وهو قول الزجَّاج (٢).

وقيل: هو البنيان (٣) المرتفع.

{فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً}: هي موضع الماء.

وقال وهب: وأمر سليمان الشياطين فصنعت له منزلًا من قارورةٍ بيضاء يترجرج كأنه (٤) الماء، وجعل فيها تماثيلَ سَمَك تسبح فيها، ومرِّدت حتى اشتدَّ بريقها (٥)، فجعلت تنظر الى مثالها (٦) فى الزجاجة كأنها المرآة المصقولة (٧)، وعليها حلةٌ من حريرٍ أبيض مُلحمةٌ من الذهب الأحمر، فجعلت تنظر إلى نفسها ولباسها وكلِّ شيء عليها في أرض (٨) تلك القارورة، ثم: {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ} وهو منزلُك، فظنت أنها مخاضةٌ من ماء حين نظرت إلى تماثيل السمك تسبح فيها، فلما كشفت


(١) انظر: "مجاز القرآن" (٢/ ١٠٥).
(٢) في (ر) و (ف): "وقال الزجاج: أي: عرصة الدار". ولفظ الزجاج في "معاني القرآن" (٤/ ١٢٢): و (الصَّرْحُ: في اللغة القصرُ، والصَّحْن، يقال: هذه ساحةُ الدار وصحنة الدار وباحة الدار وقاعةُ الدار وقارِعة الدار، هذا كله في معنى الصَّحْن).
(٣) في (أ): "البناء".
(٤) في (أ): "تتزحزح كأنها".
(٥) في (ف): "اشتدت بريقا".
(٦) في (ر) و (ف): "تمثالها".
(٧) في (ف): "الصقيلة".
(٨) في (أ): "عرض".