للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ} يا محمد أن يهلكوا فإنهم مستحِقُّون لذلك {وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ}؛ أي: لا يَضيقنَّ عليك أمرُك {مِمَّا يَمْكُرُونَ}؛ أي: من مكرهم؛ أي: لا تظنَّ ظفرهم بك، فإن اللَّه ناصرُك ومهلكُهم.

* * *

(٧١ - ٧٣) - {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٧١) قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (٧٢) وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ}.

{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ}: أي: العذاب الموعود {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} في إخباركم عنه، يخاطبون به النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابَه.

{قُلْ} يا محمد: {عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ}؛ أي: دنا منكم، فهو آتيكم من ورائكم، وهذا فعلٌ يُعدَّى باللام وغيرِ اللام، وما رَدِفَ الشيءَ فقد قَرُبَ منه.

{بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ} من العذاب في الدنيا: الأسرِ والقتل، وقيل: القحط.

وقيل: عذاب القبر وباقيه (١) في الآخرة من عذاب النار.

قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ}: على الكفار بتأخير العذاب عنهم، وقيل: ببعث الرسول.

{وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ}: لا يؤدون شكر نعمه بالإيمان.

* * *

(٧٤ - ٧٦) - {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (٧٤) وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (٧٥) إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}.


(١) في (ر) و (ف): "وما فيه".