للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

خروجها من بين الركن الأسود حذاءَ دار بني مخزوم عن يمين الخارج من المسجد، فيتفرَّق الناس، فقوم يهربون وقوم يبقون للنظارة. . . " (١).

وقال أبو الجوزاء: سألتُ عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما: تكلِّمهم أو تَكْلِمهم؟ فقال: كل ذلك تفعل تكلِّم المؤمن وتَكْلِم الكافر (٢).

وقال كعب: صورتُها صورة الحمار.

وقال وهب (٣): وجهُها وجهُ رجلٍ، وسائرُ خَلْقِها كخَلْقِ الطير، فتُخبر مَن رآها أن أهل مكة كانوا بمحمدٍ والقرآنِ لا يوقنون (٤).


(١) قطعة من حديث حذيفة بن أسيد السابق وإسناده ضعيف كما تقدم. ورواه بنحوه عبد الرزاق في "التفسير" (٢١٧٥)، ونعيم في "الفتن" (١٨٦٨)، والطبري في "تفسيره" (١٨/ ١٢٢ - ١٢٣)، والحاكم في "المستدرك" (٨٤٩١) وصححه، عن حذيفة رضي اللَّه عنه موقوفًا.
(٢) ذكره عن أبي الجوزاء الثعلبيُّ في "تفسيره" (٧/ ٢٢٢)، والبغوي في "تفسيره" (٦/ ١٧٧)، وأبو الجوزاء هو أوس بن عبد اللَّه الربعي. ورواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٩/ ٢٩٢٦) لكن السائل فيه أبو داود نفيع الأعمى، وهو متروك كما في "التقريب".
(٣) "وهب" من (أ)، وفي (ف): "وقيل".
(٤) ذكره الثعلبيُّ في "تفسيره" (٧/ ٢٢٥)، والبغوي في "تفسيره" (٦/ ١٨٠). وهذا وما سبقه وأمثالهما من الأخبار كله من الإسرائيليات، وفيها اختلاف وتناقض، حتى قال أبو حيان في "البحر" (١٦/ ٤٨٦): (اختلفوا في ماهيتها وشكلها ومحلِّ خروجها وعددِ خروجها ومقدارِ ما يخرج منها، وما تفعل بالناس، وما الذي تخرج به، اختلافا مضطربًا معارِضًا بعضه بعضًا، ويكذِّب بعضه بعضًا، فاطَّرحنا ذكره لأن نقله تسويدٌ للورق بما لا يصح، وتضييع لزمان نقله).
ووافقه الآلوسي في "روح المعاني" (٢٠/ ٦٦) فقال تعقيبًا على كلام أبي حيان: (وهو كلام حق، وأنا إنما نقلت بعض ذلك دفعًا لشهوة مَن يحب الاطلاع على شيء من أخبارها صدقًا كان أو كذبًا، وقد تصدى السفاريني في كتابه "البحور الزاخرة" للجمع بين بعض هذه الأخبار المتعارضة ولا أظنه أتى بشيء، ثم إن الأخبار المذكورة أقربها للقبول الخبر الذي حسنه الترمذي، ومن الأخبار في =