{قُصِّيهِ}: أي: اتَّبعي أثره وامشي خلف التابوت على الشط.
{فَبَصُرَتْ بِهِ}: أي: رأته {عَنْ جُنُبٍ}؛ أي: بُعْدٍ {وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}؛ أي: آلُ فرعون لا يعلمون أن أختَه تَقصُّه.
وقيل: رأوها ولم يعلموا أنها أختُه وأنها تتعرَّف أمره.
وقال وهب: لمَّا سمعت بأن آل فرعون التقطوا التابوت قالت لأخته: {قُصِّيهِ}: تنكري واذهبي مع الناس فانظري ماذا يفعلون به، فخرجت تقصُّه ودخلت مع القوابل على آسية، فلما رأت وَجْدَهم بموسى وحبَّهم إياه ورقَّتَهم عليه، وقد دعَوا بالمراضع، وكان لا يقبل الرضاع ولا يسكت بكاهُ ولا ينام، حتى شقَّ ذلك على فرعون وأحزنه، وذلك بسبب ما أراد اللَّه تعالى بموسى وذلك قوله تعالى:
{وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ}: أي: منعناه من أن يَرضع، وليس هو تحريمَ نهي وتكليفٍ، و {الْمَرَاضِعَ} يصلح جمعَ مرضعةٍ ومُرضعٍ بضم الميم: وهي المرأة، ويحتمِل أن يكون جمعَ مَرْضَعٍ بفتح الميم وهو الثديُ.