للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(١٤) - {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}.

وقوله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ}: أي: شدةَ بدنه وقوَّته {وَاسْتَوَى}؛ أي: تناهى شبابه وتم خلقه.

وقيل: الأشُدُّ: جمع شَدٍّ بالفتح، كالبَحْر والأَبْحُر.

وقيل: شُدٍّ بالضم؛ كالنُّعْم والأَنْعُم.

وقيل: جمعُ شدَّة بالخفض (١) كالنِّعمة والأَنْعُم.

وقيل: لا واحدَ له من لفظه استعمالًا.

وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: {بَلَغَ أَشُدَّهُ}؛ أي: بلغ مبلغ الرجال (٢).

وقيل: هو اثنتا عشرةَ سنةً، وقيل: ثماني عشرةَ سنةً.

وقال قتادة: {بَلَغَ أَشُدَّهُ}: ثلاثًا وثلاثين سنة {وَاسْتَوَى}؛ أي: بلغ أربعين سنة (٣).

وقيل: بلوغُ الأشُدِّ من ثماني عشرةَ إلى الثلاثين، ثم منها إلى الأربعين الاستواءُ.

وقالوا: خرج موسى من مصر إلى مدين وهو ابن اثنتي عشرةَ سنة، وكان عند شعيبٍ ثماني وعشرين سنة، وخرج بأهله إلى مصر وهو ابنُ أربعين سنة حين أوحى اللَّه إليه وقد رأى النار من جانب الطور.

{آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا}: قال محمد بن إسحاق: فقهًا في دينه وعلمًا بشرائع دينه،


(١) "بالخفض" من (ف)، وفي (ر): "بالضم"، وليست في (أ).
(٢) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٧/ ٢١٢٠) عن ابن وهب في تفسير سورة يوسف، ولم أجده عن ابن عباس.
(٣) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٢١٩٨) و (٢٢٠٠)، والطبري في "تفسيره" (١٨/ ١٨٢).