للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: سأل ما يسدُّ به جَوعتَه (١)، فقد كان جائعًا ثمانية أيام.

و (اللام) بمعنى (إلى) كما قال: {أَوْحَى لَهَا} [الزلزلة: ٥]؛ أي: إليها، ويقال: هداه اللَّه لكذا، أو إلى كذا.

وقيل: معناه: مع ما {أَنْزَلْتَ إِلَيَّ}؛ أي: أعطيتني من الخير؛ أي: من كل خير {فَقِيرٌ} إلى خيرٍ آخر وهو الطعام.

وقيل: سأل خبزَ الشعير، شكر أولًا لِمَا سَلَف وسأل في المؤتنَف.

والشيخ الكبير هو شعيبُ بن ثويبِ بنِ مدين بنِ إبراهيم عليه السلام (٢)، وسميت تلك البلدة (٣) {مَدْيَنَ} باسم جده مدين بن إبراهيم، وكان لإبراهيم أربعة بنين: إسماعيل وإسحاق ومدين ومدائن، وإليهما نسبت البلدتان مدين ومدائن.

هذا قول ابن عباس ومقاتل والضحاك ومجاهد والسدِّي: أنه شعيب (٤).


(١) رواه بنحوه الطبري في "تفسيره" (١٨/ ٢١٦)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٩/ ٢٩٦١). وانظر: "النكت والعيون" (٤/ ٢٤٥ - ٢٤٦).
(٢) هذا أحد الأقوال في اسم نبي اللَّه شعيب عليه السلام، وقيل في نسبه غير ذلك، وقد تقدم تفصيل ذلك عند تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} [الأعراف: ٨٥]، وقيل في صاحب القصة أقوال غير هذا أيضًا، منها أنه ابن أخي شعيب كما سيأتي، ومنها أنه أجنبي عنه، وقد جمع ذلك ونقل ما فيه من أقوال الآلوسي في "روح المعاني" (٢٠/ ١٤٦ - ١٤٧).
(٣) في (أ) و (ف): "الولاية".
(٤) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٧/ ٢٤٤) عن مجاهد والضحاك والسدي والحسن. ورواه الطبري في "تفسيره" (١٨/ ٢٢٤)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٩/ ٢٩٦٥)، عن الحسن. وعقبه الطبري بقوله: وهذا مما لا يُدرك علمه إلا بخبر، ولا خبر بذلك تجب حجته، فلا قول في ذلك أولى بالصواب مما قاله اللَّه جل ثناؤه.
وقال الآلوسي في "روح المعاني" (٢٠/ ١٤٨): والأخبار التي وقفنا عليها في هذا المطلب مختلفة، =