{وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ}: أي: صار أمر تلك البلاد وأهلها إلينا وزال عنها سلطانهم؛ أي: إني قادر على أن أفعل بكم كذلك ولا ينفعكم تحرُّزكم من أن يتخطَّفوكم.
قوله تعالى:{وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى}: أي: لم يكن اللَّه ليُهلِكَ البلادَ التي حول مكة {يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا} وهي مكةُ؛ لأنَّها أم القرى؛ لأنَّها أصل البلاد فإنها أولُ ما خلق منها.
وقيل: لأن الأرض دُحيت من تحتها.
{رَسُولًا}: وهو محمد {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا}؛ أي: القرآنَ؛ أي: وما كنتُ لأُهلك العرب مع كفرهم حتى أُلزم الحجة عليهم بالرسول والكتاب.
وقيل: هي عامة؛ أي: لم يكن اللَّه ليهلك القرى فيما مضى حتى يبعث في سرَّة تلك البلاد -أي: معظمها- نبيًّا فيَعلمَ به مَن سواهم.
{وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ}: أي: وما أهلكناهم بالانتقام إلا وأهلها مستحِقُّون العذابَ بظلمهم، وهو إصرارُهم على كفرهم بعد الإعذار إليهم.
* * *
(١) في (أ): "الخطاب والهام"، وفي (ف): "الخطاف والهام".