للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: زاد في ثيابه (١) قَدْرًا من الطول.

{وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ}: أي: أعطيناه من كنوز الأموال.

{مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ}: قيل: هو جمع مَفتح بفتح الميم، وهو بيت المال أو الصندوقُ الذي فيه المال، وهو موضع الفتح.

وقيل: هو جمع المِفتح بكسر الميم؛ أي: المفتاح الذي يُفتح به بيت المال أو الصندوق.

{لَتَنُوءُ}: يقال: ناء ينوء نَوْءًا؛ أي: حمل على ثقلٍ ونهض به على مشقَّةٍ، وهو لازمٌ، وصار هنا متعدِّيًا بالباء الذي في قوله: {بِالْعُصْبَةِ}، والعصبة: جماعة، وهي من عشرة إلى أربعين.

وقال الفراء: العصبةُ هاهنا: أربعون رجلًا (٢).

فمَن جعل المفاتح جمعَ مَفتح -بالفتح- فمعناه: وأعطيناه من الأموال ما كانت خزائنُه وصناديقه التي فيها أموالُه ما بلغ مقداره أن العصبة وهي الجماعة الأقوياء إذا حملوها عجزوا عن حملها فأمالتهم لثقلها؛ كالرجل الذي يحمل الشيء فيعجز عن حمله فيميل تحته، وكان قارون وقومُ موسى غيرَ متمكِّنين في بلد، بمنزلةِ السيارة ينتقلون من بلد إلى بلد، فكانت أموالهم في صناديق ونحوها تُحمل من مكان إلى مكان.

ومَن جعلها من المِفتح الذي هو المفتاح. قال: كانت أقفال خزائنه ومفاتيحُها التي يُفتح بها بيوتُ أمواله وصناديقِه في الكثرة بحيث يعجز عن حملها الجماعةُ الكثيرة.


(١) في (ر): "شأنه".
(٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٢/ ٣١٠).