للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال مجاهد: كانت مفاتيحُه من جلود الإبل، كلُّ مفتاحٍ على قَدْرِ إصبعٍ، وكلُّ مفتاح يفتح به خزانة (١).

وعن خيثمة قال: كان يحمِلُ مفاتيحَ خزائنِ قارون ستُّون بغلًا محجَّلًا (٢).

{إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ}: قال مجاهد: أي: لا تَبْطَر (٣)، وهو سوءُ احتمالِ الغنى والطغيانُ بالدنيا.

{إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (٧٦) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ}: أي: اكتسِبْ بها ثوابَ الآخرة دون التجمُّل والتكثُّر بالدنيا والتكبُّر على أهلها.

{وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}: أي: خذ مع هذا من دنياك ما لا بدَّ لك منه في معاشك، فإنك غيرُ مَلُوم على ذلك.

وقيل: خذ بنصيبك (٤) في الدنيا من العمل الصالح الذي يوصلك إلى ثواب الآخرة، فهو نصيب المؤمن من الدنيا.

{وَأَحْسِنْ} بمالك (٥) إلى عباد اللَّه {كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} فيما وسَّع عليك وبسَطه لك.

{وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}: هذا ظاهر.


(١) رواه الطبري في "تفسيره" (١٨/ ٣١٣)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٩/ ٣٠٠٧)، بلفظ: (كانت المفاتح من جلود الإبل). وروياه بتمامه لكن عن خيثمة، وخيثمة: هو ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي، وهو تابعي ثقة.
(٢) قطعة من خبر خيثمة السابق.
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (١٨/ ٣٢٠).
(٤) في (أ): "أي خذ نصيبك" بدل من "خذ بنصيبك".
(٥) في (ر) و (ف): "من مالك".