للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن جريج: نزلت في عمار بن ياسر حين عذَّبه الكفار (١).

* * *

(٣) - {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}: يعني: من الأمم، لم نكتفِ منهم بقولهم: {آمَنَّا} بل ابتليناهم، فكذا هؤلاء.

وقوله تعالى: {فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}: فليفتننَّهم اللَّه ليَظهر صدقُ الصادق وكذبُ الكاذب بالفعل وترك الفعل.

وقيل: ليَعلمن اللَّه ذلك موجودًا عند وجوده كما علمه قبل وجوده أنه يوجد، وقد أوضحنا ذلك في سورة البقرة وآل عمران.

ثم هذا الصدق وهذا الكذب يجوز أن يكونا في القول بأنْ كانوا وَعدوا من أنفسهم الصبرَ، فصبر بعضهم فصار صادقًا في وعده، ولم يصبر بعضهم فصار كاذبًا فيه.

ويجوز أن يكون في معنى تحقيقِ الإيمان والوفاءِ بشروطه؛ كما يقال: صدق فلان القتالَ، وكما قال: {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} [الواقعة: ٢]؛ أي: خلاف.

* * *

(٤) - {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}.

{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ}: أي: المعاصي، بجزعهم عند الفتنة وإضمارهم النفاق والشك وغير ذلك.


(١) ذكره عن ابن جريج الثعلبي في "تفسيره" (٧/ ٢٧٠)، ورواه الطبري في "تفسيره" (١٨/ ٣٥٨)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٩/ ٣٠٣٢)، عن ابن جُرَيج، قال: سمعت عبد اللَّه بن عبيد بن عمير يقول. . .، فذكره.