للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يكون حالهم (١)؟ " فأتاه جبريل عليه السلام فقال له: إن اللَّه تعالى يقول: قد أرسلنا قبلك رسلًا إلى قومهم فصدَّقهم مصدِّقون وكذَّبهم مكذِّبون، فسمَّينا المصدِّقين منهم مؤمنين وسمَّينا المكذِّبين منهم كفارًا، ثم لم يمنعْنا بعد (٢) قبض الأنبياء أن نبتليَهم ليَتبيَّن الصادقُ منهم من الكاذب، وأنزل اللَّه هذه الآية (٣).

وقال الشعبي: نزلت في أناسٍ مؤمنين من أهل مكة كتب إليهم أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من المدينة: لا ينفعُكم إيمانكم إلا أنْ تهاجروا، فخرجوا مهاجرين فتبعهم المشركون فردُّوهم، فأنزل اللَّه هذه الآية، فوجَّهوا إليهم الآية، فقالوا: نخرج ثانيًا، فإن خرجوا على إثرنا قاتلناهم، فخرجوا فتبعهم المشركون، فمنهم مَن قُتل ومنهم مَن نجا، وفيهم نزل: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا} الآية [النحل: ١١٠] (٤).

وقال مقاتل: نزلت في مِهْجَعِ بن عبد اللَّه مولى عمر بن الخطاب أولِ قتيلٍ في الإسلام، جزع عليه أبواه فنزلت (٥).


(١) في (ر) وقعت الضمائر كلها بالمخاطب: "إن بعث عليكم. . من فوقكم. . وإن خسف بكم. . لم يبق منكم. . وإن لبسكم. . وأذاق بعضكم. . كيف يكون حالكم".
(٢) في (ر) و (ف): "مع".
(٣) لم أقف عليه. وقد روي في معناه حديث في الصحيح، فقد روى البخاري (٤٦٢٨) عن جابرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: لمَّا نزلت هذه الآيةُ: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} [الأنعام: ٦٥]، قال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أعوذُ بوَجهِك"، قَالَ: {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} [الأنعام: ٦٥]، قال: "أعوذُ بوَجهِك" {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} [الأنعام: ٦٥] قال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هذا أهونُ - أو: هذا أَيْسَرُ".
(٤) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٢٢٣٩)، والطبري في "تفسيره" (١٨/ ٣٥٨)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٩/ ٣٠٣١).
(٥) انظر: "تفسير مقاتل" (٣/ ٣٧٢).