للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا}: أي: لا يقدرون أن يرزقوكم، وجَمع بالواو والنون فعلَ الأوثان لأنه وصَفَها بصفاتِ العقلاء (١).

وقوله تعالى: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ}: أي: فاطلبوا الرزق من عند اللَّه، ثم بيَّن طريق الطلب فقال: {وَاعْبُدُوهُ}؛ أي: في الحال {وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ}؛ أي: لِمَا مضى من إنعامه.

وقوله تعالى: {إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}: فيجازيكم بما عملتُم: من الشكر والكفران، والعبادة والطغيان، وهو وعد ووعيد.

* * *

(١٨) - {وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}.

وقوله تعالى: {وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}: قيل: من هاهنا إلى قوله: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ} كلامٌ معترِض، وهو خطاب من اللَّه تعالى لمشركي العرب.

ومعناه على الوصل: لمَّا قال إبراهيم عليه السلام هذا كذَّبوه، وكذلك قومُ نوح عليه السلام كذَّبوا نوحًا، وإن تكذبوا يا معشر العرب فقد كذَّب أممٌ من قبلكم أنبياءهم، فما ضرَّ ذلك الأنبياء بل ضرَّ المكذِّبين، فأهلكهم اللَّه تعالى وأنجى الأنبياء والمؤمنين، وليس على الرسول إلا البلاغ (٢) الظاهر.

* * *


(١) في (ر): "من يعقل".
(٢) في (أ): "وليس على الأنبياء والرسل إلا التبليغ".