للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(١٩ - ٢٠) - {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (١٩) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

وقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ}: استفهام بمعنى الإثبات؛ أي: قد رأوا ذلك وعلِموه، وقوله: {ثُمَّ يُعِيدُهُ} ليس هذا مما يقع عليه (١) رؤيتهم، لكنه إخبارٌ ودليلُ ثبوته إبداؤه.

وقوله تعالى: {إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}: غيرُ متعذِّر: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: ٨٢]، وأكد هذا بما بعده.

وقوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ}: على كثرتهم وتفاوُتِ هممهم، واختلافِ طبائعهم وألوانهم وألسنتهم وصناعاتهم، فتستدلوا بذلك على أنه لم يخلقهم لذلك (٢) عبثًا بل ليمتحنهم، فلا بد من دارٍ للجزاء والحساب.

وقوله تعالى: {ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ}: قرأ ابن كثير وأبو عمرو: {النشاءة} بالمد، والباقون بالقصر (٣)، وهو كالرأفة والرآفة؛ أي: كابتداءِ إيجادهم في الدنيا مختلفي الأحوال والأعمال، فكذلك يعيدهم في الآخرة مختلفين في الجزاء اختلافهم في الأفعال.

وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}: من الإبداء (٤) والإعادة وكلِّ شيء.


(١) في (ر): "في"، وليست في (ف).
(٢) "لذلك" من (أ).
(٣) انظر: "السبعة" (ص: ٤٩٨)، و"التيسير" (ص: ١٧٣).
(٤) في (ر) و (ف): "الابتداء".